الجمل التي لامحل لها من الإعراب
الجمل التي لا لها محل من الإعراب.
هي الجملة التي لا تحل محل
المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ،
أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي :
ـ
أولا ـ الجملة الابتدائية : ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام
وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية . فالاسمية نحو : محمد مجتهد . والفعلية نحو : يطوف
المسلمون حول الكعبة . فكل من الجملتين السابقتين ، ، لا محل لها من الإعراب ،
لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا
ضاع المعنى .
ثانيا ـ الجملة المستأنفة : هي الجملة المنقطعة
عما قبلها صناعيا ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا .
نحو : مات فلان رحمه الله . المقصود بالإتباع الصناعي عدم التعلق بإتباع ، أو
إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا . فجملة " رحمه الله "
جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن
الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات
فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة إستئنافية
. وكثيرا ما تدخل على الجمل المستأنفة
أحرف تعرف بأحرف الاستئناف وهي : الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب
الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة
فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون }.
ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا
أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار }.
ثالثا ـ جملة صلة الموصول: هي الجملة التي تكون
صلة لاسم موصول ،. وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ،
الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ، أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ،
أيّة . نحو : جاء الذي فاز بالجائزة . ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض
مهادا }. وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }.
رابعا ـ الجملة الإعتراضية : هي الجملة الواقعة
بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو
توكيده ، أو تحسينه . ومثال قول زهير :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ،
وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة
العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين . وتقع الجملة المعترضة في
المواضع الآتية : ـ 1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك . 2 ـ بين
الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض . 3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو
صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا . 4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله
ـ صديق مخلص . 5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في
صداقته . 6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم . 7 ـ بين الشرط
وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك . 8 ـ بين المضاف
والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد . 9 ـ بين القسم وجوابه . 10 ـ
بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق . 11 ـ بين الموصوف
والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير . 12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر
الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع . 13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ
والله ـ عملي مبكرا . 14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد .
خامسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم :
أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية
المتضمنة معنى الشرط ، كيف .
كقول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
نجد أن جواب الشرط:" ملكته "جواب شرط لأداة غير جازمة ، وهي
: إذا ، وهذا الجواب لا محل له من الإعراب .
سادسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم
غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية :
وأدوات الشرط الجازمة هي : إن
، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ .
نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }. وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم } .
ومنه قول المتنبي : " وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " الشاهد : "
تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية
لذلك لا محل له من الإعراب . ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم
الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير
مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب . ومنه قول الحطيئة :
ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فجملة : لا يعدم
جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو
إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب .
سابعا ـ الجملة المفسرة : هي جملة فضلة
زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته . نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة . ومنه
قول الشاعر :
ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي
فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من
الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على
السكون ، لا محل له من الإعراب . كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير
" أنْ " . ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }. وتأتي
الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال .
نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله
}. فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من
الإعراب .
ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم :
نحو : والله لأقولنَّ الحق .
ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }. وقوله تعالى : { يس والقرآن
الحكيم إنك لمن المرسلين }. فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق
" ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل
لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم .
تاسعا ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من
الإعراب : نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم . فجملة : لم يجئ المعلم .
معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه
فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب.
تعليقات
إرسال تعليق